
لا تخونوا السقا!
ربع قرن كامل وفوقه سنوات بنى فيها "أحمد السقا" نجوميته بتعب ومجهود وحجز لنفسه مكاناً مميزاً بين الجمهور الذي ارتبط به طوال هذا العمر ليس فقط لنجاحه الفني ولكن نجاحه الإنساني هو الرصيد العميق لدى جمهوره فطالما ذكرت اسم "أحمد السقا" ستنزل الترجمة الفورية "جدعنة – ابن بلد – شهامة – رجولة - احترام – صاحب صاحبه – مخلص – نقاء القلب – الخير ..." والعديد من الصفات التي جعلت منه نجماً مميزاً وفرد أساسي من أفراد أسر جمهوره لأنه يشبههم.
في ظل التطور التكنولوجي الكبير وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي أصبح التواصل بين النجم وجمهوره سهلاً عن ما كان سابقاً وتحولت العلاقة بين النجم والجمهور إلى علاقة مباشرة عبر هذه المنصات بعكس ما كان قبلها عندما كان حلم الجمهور فقط أن يلمح فنانه في مكان أو في عرض السينما وكانت أقصى طموحاته أن يشير إليه أو يحييه ومن كان ينجح في اقتناص صورة مع نجمه أو حتى توقيعه بإهداء يصبح هو الآخر نجماً بين المحيطين فقد كسر سقف الطموح ويلقبه من حوله بـ "النجم".
اليوم الأمر أكثر سهولة فيكفيك التواصل مع نجمك المتفاعل عبر منصات التواصل ومعرفة أخباره ومناقشته في أعماله وآراءه وهو ما يزيد من شعبية هذا النجم الذي يحتضن جمهوره ويبقى بينهم ويتحولوا معاً إلى عائلة كبيرة خاصة إذا كان هذا النجم أنعم عليه الله بنعمة العقل ويحتوي من يختلف معه أو يهاجمه ويتصرف بذكاء مع التطاول فيحافظ على صورته وجمهوره ويزيد من مدة صلاحيته لديهم .. وهذا ما فعله "السقا".
"أحمد السقا" بالرغم من حجم وتفاصيل نجوميته التي لا تتكرر بسهولة إلا أنه لم يلجأ للبرج العاجي بل تجد "السقا" في الشارع مع الجمهور وعبر وسائل التواصل ويتفاعل معهم ويسمع آرائهم مهتماً بكل أنواعها دون أن يشتبك أو يهاجم أو يفتعل المشاكل فالغريب أن "السقا" المعروف بعصبيته وتوتره تجده بين جمهوره هادئاً متفاهماً ومتفهماً لأي وضع طارئ يتعرض له .. لا يرتدي أية أقنعة ولا يستخدم "فلاتر" على شخصيته بل يتعامل على طبيعته وبعقل ولكل مقام مقال حتى أصبح "السقا" يتعامل مع جماهيره باعتبار أنهم أفراد عائلته وهي الحميمية التي جعلت التقارب مع نجم بحجم "السقا" بهذا الشكل مثيراً وأحياناً لا يصدقه البعض ويذهب منهم إلى أن التواصل الاجتماعي هذا مستحيل أن يكون مع "السقا" ومؤكد الحسابات مزورة ولكنه وثق صفحته الرسمية ويخرج في بث مباشر بنفسه عبرها وعبر حسابه الشخصي.
النجوم بشر مثلهم مثل أي أحد خاصة بعيداً عن الكاميرات وفي حياتهم الشخصية .. أنت تراه نجماً وصورة النجم عندك أنه مرفه لا يعاني ولا يشكو وهي للأسف صورة خاطئة يسوِّقها أصحاب العقول المظلمة فالنجوم يتعرضون لمشاكل وتعثرات ومصائب .. يحزنون – يكتئبون – يبحثون عن من يتحدثون معهم من المقربين الذين يشعرون معهم براحة ومحبة ..
هذا تماماً ما لجأ إليه "السقا" ليزيح هماً جثيماً من فوق صدره قابضاً لقلبه .. لجأ إلى "الفضفضة" وهي التي تحتاج أن تختار الأقرب منك لتحكي وتشكي له همك فاختار "السقا" جمهوره .. عندما شعر بانكسارة وانهيار داخلي ذهب إليهم .. عائلته التي يحتمي بها ويتبادل معهم الحب عمراً كاملاً .. وضع ثقته كلها بهم وأفصح عن تفاصيل أزمة شخصية يمر بها على عكس عادته الدائمة بحجب حياته الشخصية وتجميل مشاكلها .. إنها الثقة التي وضعها "السقا" في جمهوره عائلته الدافئة وجعلته يرتمي بأحزانه بينهم دون حساب لا لاسم ولا لنجومية ولا لتبعات هذا التصرف العفوي .. هو يرى جمهوره هكذا .. عائلته محل ثقته .. فهل تخون العائلة ابنها البار وتخذله بجحود؟!
للأسف قطاع كبير لم يحتوي "السقا" في أزمته بالطلاق من حب عمره وأم أولاده "مها الصغير" ولا استطاع تقدير واستيعاب خروجه عليهم بهذه الحالة وبدلاً من مواساته والوقوف بجانبه حتى ولو بالدعاء لإعادة إعمار البيت الذي انهار بعد زواج دام 22 عام ذهب البعض لعتاب "السقا" واللوم عليه .. كيف يعلن وكيف يحكي .. بل تخطى ذلك بعض الجاحدون الذين طعنوا فيه لأنه وثق فيهم ووصفوا كلماته بأوصاف قاسية وصلت لخروجها من إطار الرجولة وأهالوا التراب عليه في حزنه الشديد ووجعه في هذه الأزمة وخانوا ثقته .. خانوا العهد الموصول بينه وبينهم .. خانوا "السقا" وطعنوه في ظهره!
الغريب أن الفئة المتحذلقة من الخونة التي قررت أن تقفز على كلمات "السقا" لم تكن فقط من الجمهور العادي ولا حتى "مقاطيع السوشيال ميديا" ولكن امتدت الخيانة إلى بعد الأقلام والأصوات على الشاشات .. رحلة البحث عن "التريند" ومكاسبه على حساب قلب نجمهم ومشاعره .. أصدقاء الأمس هم خونة اليوم الذين يعرفون جيداً وتناسوا حجم المشاكل الأسرية التي عانى منها "السقا" على مدار سنوات الزواج دون أن يحكي أو يتحدث في تفاصيل بل العكس تماماً كان ينفيها كلما تسربت إلى السطح ويقدم أم أولاده في أجمل وصف وصورة محافظاً عليها من أي خدش محتمل من الجمهور ثأراً لنجمهم حتى في أوقات الانفصال المتكررة لفترات طويلة ولم تُعلن ..
ظل "السقا" رجلاً محترماً مخلصاً "يحاجي" على حبيبته وأم أولاده بغض النظر عن وضعها الرسمي أو الاجتماعي ويستمر نموذجاً لكل صفاته التي تترجم اسمه وجعلته نجماً متربعاً على القمة بما يزيد عن ربع قرن بأخلاقه قبل فنه ولكنه في النهاية هو بشر .. إنسان طبيعي لا يملك قلبه ولا مشاعره .. يتألم ولا يريد الفراق حتى لو ظل الوضع معلقاً .. يشعر بالفقد ولا يستوعب انهيار جدران حياته بعد 22 سنة زواج .. قد يكون متحملاً مسئولية هذا الوضع وقد تكون زوجته هي المسئولة عن ذلك .. وقد يكون الثنائي متشاركاً في مسئولية هذه النهاية .. لا يهم كثيراً فهذه تفاصيل شخصية ولكن ما هو أهم أن "السقا" جاء بكلمات واضحة مفطورة تقطر دماً من الحزن على إصرار حبيبة عمره وأم أولاده على الفراق.
للأسف .. أيام الزمن تمر وتزيد القسوة في قلوبنا .. وتستمر في إخراج أسوأ ما فينا.
جاءكم "السقا" يشكو ألمه .. جاءكم واثقاً بكم .. فماذا فعلتم؟ هل هذا هو المقابل؟!
هل يستحق "السقا" ذلك؟! هل تغرمونه ثمن الثقة؟!
أيها الباحثون عن العمق المزيف .. لا تخونوا "السقا"!

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة
يوم تفرَّق دم محمود عبد العزيز
10 مايو 2025 11:04 م
الحرامية!
03 مايو 2025 07:39 م
القطايف واللطايف في رمضان.. الموسم الثاني (15)
28 مارس 2025 11:09 م
القطايف واللطايف في رمضان.. الموسم الثاني (14)
26 مارس 2025 05:47 م
أكثر الكلمات انتشاراً