
ليه ما يكونش عندنا 1177؟
في السويد، ما فيش حد بيصحى من النوم ويقول "أنا تعبان… أروح المستشفى؟"، هناك التعب مش سباق، والمستشفى مش هدف، والمريض مش متسابق بيجري على بوابة الطوارئ وهو ماسك بطنه بإيد، وكبرياءه بالإيد التانية.
في السويد، فيه رقم (1177)
رقم واحد. بس بيفهم.
تتصل، يرد عليك صوت إنسان… مش تسجيل.
يسألك: "حاسس بإيه؟"
وتجاوب، بكل سذاجة، وبكل صدق.
فيرد عليك: "خليك في البيت وخد باراسيتامول"… أو "روح الطوارئ فورًا، وإحنا بلغناهم إنك جاي".
رقم واحد بس… يفرق بين قلق بسيط وسكتة قلبية
رقم واحد بس… بيخلي المواطن يحترم وقته وصحته وأعصابه
في السويد، 1177 مش رفاهية… دي بديهة. مش تقنية معقدة، دي عقل بسيط بس بيرتب الأولويات
الدولة هناك مش بس بتعالجك… بتفكر قبلك؛ بتقولك "استنى، متتحركش، إحنا اللي هنقولك تروح فين، وأمتى، وليه".
طب نرجع مصر
المواطن هنا بيتعب، يبدأ الرحلة من أول وجديد
يسأل جاره اللي كان تعب قبله
يكلّم صيدلي يعرفه
يركب مواصلة، يتخانق مع السواق
يوصل المستشفى، يلاقي الدكتور "لسّه ما جاش"
يستنى.
وبعد كل ده… يطلب منه يحوّش شوية ويعمل أشعة "برّه"، وييجي بعد العيد
سبع خطوات قبل ما يسمع أول "آه"
ولو كان تعبه بسيط؟ يبقى اتبهدل على الفاضي
ولو كان تعبه كبير؟ يبقى اتأخرنا كالعادة.
ليه ما نعملش عندنا 1177؟
ليه ما نعملش رقم يرد قبل ما يوصل المريض؟
ليه ما نربطش المواطن بالنظام مش بالواسطة؟
مصر مش ناقصها عقول
ولا ناقصها شباب
ولا ناقصها دكاترة
ولا حتى ناقصها نوايا
إحنا ناقصنا بس تنظيم… وتناغم… ورقم واحد.
تخيل معايا:
خط ساخن طبي حكومي
يرد عليه ممرضة متدربة، مش موظف بيجري ورا الحافز
يسجل حالتك في قاعدة بيانات
يعرف الدكتور الفاضي فين، والمركز اللي فيه أجهزة شغالة فين، والمريض ده اتعالج من إيه قبل كده
ويبقى عند المواطن ملف طبي متنقل… مش شنطة فيها أدوية منتهية الصلاحية
الدولة بدأت بـ "مصر الرقمية"، وقدرت تدخل المكاتب الحكومية من شاشة موبايل
ليه ما تدخلش العيادة بنفس الطريقة؟
ليه ما يكونش فيه بوابة اسمها "صحتك الرقمية"، تبدأ من رقم واحد، وتنتهي براحة قلب مواطن؟
نبدأ في محافظة واحدة
نجرّب، نقيس، نصلّح
نبدأ مش بخدمة… نبدأ بسؤال: "صباح الخير، معاك فلانة من وزارة الصحة… ممكن تحكيلي، مالك؟"
مش لازم نعمل كوبي بيست من السويد.
نعمل نسخة مصري، "كول كاستُم"، على مقاس شوارعنا، ولهجتنا، وشبكتنا اللي بتقطع، وسرعتنا اللي بتعافر.
1177 في السويد… لكن إحنا ممكن نبدأ برقم تاني، أو حتى بجملة واحدة "اطمن، إحنا سمعينك"
مش لازم نسابق السويد، بس على الأقل… نلحق المواطن قبل ما يتعب أكتر. الصحة مش رفاهية... والصحة الرقمية مش خيال علمي؛ دي تجربة إنسانية نجحت في بلاد التلج، وممكن تنجح في بلاد النيل... لو صدقت النية وقلّت البيروقراطية.

الأكثر قراءة
-
بسبب مشاجرة.. القبض على البلوجر "أم مكة" في أكتوبر
-
موعد لجنة التسعير المقبل 2025.. هل ترفع الحكومة أسعار الوقود مجددًا؟
-
محامية ابنة مبارك المزعومة تتبنى روايتها: أسرة قاسية تولت تربيتها
-
تحذيرات الأب ومكالمة تليفون.. التحريات تكشف كواليس جريمة "فتاة الشرقية"
-
قبل الصمت الانتخابي.. عمر الأصمعي يوحّد صفوف سوهاج ويقترب من قبة الشيوخ
-
ظهور إخواني مفاجئ.. من هم أئمة تل أبيب؟
-
"خمسة وراجع لك".. بائع طُرح يفقد ملامحه على يد "ديلر" بعين شمس
-
"وفاة شاب وانفجار مروع ".. ماذا حدث ليلًا في حفل محمد رمضان؟

مقالات ذات صلة
البحر مش دايمًا أزرق
31 يوليو 2025 12:30 م
الطريق الإقليمي.. رحلة عمر أو نهاية عمر
07 يوليو 2025 04:53 م
إيران بعد الضربة الأمريكية: نهاية فصل أم بداية خطة؟
22 يونيو 2025 09:24 م
هل أصبحت إيران "ملطشة" إسرائيل؟
13 يونيو 2025 07:03 م
أكثر الكلمات انتشاراً