الثلاثاء، 24 يونيو 2025

09:35 ص

هجوم "بشائر الفتح".. كيف استعدت أمريكا قبل ضرب قاعدة "العديد"؟

ضرب قاعدة العديد

ضرب قاعدة العديد

لم تكن الضربة الإيرانية التي استهدفت قاعدة "العديد" الجوية الأمريكية في قطر مفاجئة؛ إذ استعدت واشنطن بشكل كبير لهذا السيناريو، حتى قبل تنفيذ هجماتها الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، وذلك في ظل التصعيد الإقليمي المتزايد والحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل.

ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، فقد بدأت الولايات المتحدة منذ مطلع يونيو في سحب جزء من قواتها وأصولها العسكرية من قاعدة العديد، التي تُعد أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، في خطوة احترازية تهدف إلى تقليل المخاطر المحتملة على الجنود والمعدات الأمريكية نتيجة التهديدات الإيرانية المتكررة.

إفراغ شبه كامل للطائرات

تشير تقارير إعلامية وصور أقمار صناعية إلى أن القاعدة شهدت إفراغًا شبه كامل للطائرات العسكرية الظاهرة بين 5 و19 يونيو 2025. ففي بداية الشهر، كانت هناك نحو 40 طائرة عسكرية مرابطة، من بينها طائرات نقل واستطلاع وعمليات خاصة، لكن بحلول 19 يونيو، لم يتبقَ سوى ثلاث طائرات مرئية على المدارج.

كما تم تحريك أصول عسكرية أخرى، مثل السفن والطائرات، إلى مواقع يُعتقد أنها أقل عرضة للهجمات الإيرانية، بينما كشفت تتبعات لحركة الطيران أن ما لا يقل عن 27 طائرة للتزود بالوقود، بينها طائرات KC-46A Pegasus وKC-135 Stratotanker، قد غادرت الولايات المتحدة نحو أوروبا بين 15 و18 يونيو، ما يشير إلى احتمالية إعادة التموضع لتنفيذ عمليات عسكرية ذات مدى أوسع.

تحذيرات عسكرية مبكرة

وكان اللواء المتقاعد في الجيش الأمريكي، مارك شوارتز، والمحلل بمؤسسة راند، قد توقّع تعرض قاعدة العديد لخطر شديد نظرًا لقربها الجغرافي من إيران، مشيرًا إلى أن "تقليل الكثافة العسكرية في القاعدة هدفه تقليص احتمالية وقوع إصابات أو خسائر مادية حال تعرضها لهجوم مباشر أو تساقط شظايا".

وأكد شوارتز أن "مجرد تأثر القاعدة بالشظايا قد يجعلها غير قادرة على تنفيذ أي مهام"، معتبرًا أنها هدف استراتيجي بسبب موقعها، ما يستدعي الحذر وإعادة التموضع كجزء من استراتيجية أكبر لتجنّب التصعيد غير المحسوب.

تهديدات مباشرة وتحركات ميدانية

الانسحاب الأمريكي الجزئي جاء بعد تصريحات مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هدّد فيها بـ"تدمير كامل" للبرنامج النووي الإيراني، وسط وعود من طهران برد قوي على أي تدخل عسكري أمريكي مباشر.

وأكدت إيران بالفعل إطلاق صواريخ على قاعدة العديد، في حين ذكرت السلطات القطرية أنه تم اعتراض الهجوم دون وقوع إصابات بشرية.

وتظهر صور الأقمار الصناعية بوضوح التراجع في الحضور العسكري الأمريكي داخل القاعدة، ما يعكس استعدادًا فعليًا ومبكرًا لأي تصعيد قادم، في وقتٍ تتصاعد فيه حدة التوتر في المنطقة بشكل غير مسبوق.

search