الثلاثاء، 24 يونيو 2025

03:56 ص

استهداف قاعدة "العديد".. كواليس التنسيق بين إيران وقطر وأمريكا

الهجوم الإيراني على قطر

الهجوم الإيراني على قطر

لم يأتِ الرد الإيراني كما توقع كثيرون بأنه سيكون "مزلزلًا"، بل حمل طابعًا رمزيًا ومدروسًا، وسط مؤشرات على وجود تنسيق مسبق بين طهران، وقطر، والولايات المتحدة قبل تنفيذ الهجوم.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول بارز في المنطقة أن إيران أبلغت الولايات المتحدة، عبر قناتين دبلوماسيتين، بنيتها شن هجوم على قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، قبل ساعات من تنفيذه.

وأكد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن "القوات الإيرانية أطلقت عددًا من الصواريخ يعادل عدد القنابل التي أُلقيت على مواقعها النووية"، مضيفًا أن العملية "لا تشكل تهديدًا لدولة قطر الصديقة، وأن إيران ملتزمة بعلاقاتها التاريخية معها".

رد متوقع ومدروس

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مصدر أمني ترجيحه أن يكون الرد الإيراني "رمزيًا ومحدودًا"، بهدف إرسال رسالة دون التسبب في تصعيد واسع النطاق. 

وأضاف أن إيران قد تختار مهاجمة موقع خالٍ من القوات، مع ترك الباب مفتوحًا لإنهاء الحدث دون مزيد من التوتر، مرجحًا أن واشنطن لن ترد مباشرة أو قد تترك لإسرائيل حرية التصرف.

قطر رفعت جاهزيتها مسبقًا

وفي خطوة احترازية سبقت الضربة، أعلنت السلطات القطرية تعليقًا مؤقتًا لحركة الملاحة الجوية، حرصًا على سلامة السكان والزوار.

وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان رسمي، إن هذا الإجراء يأتي "ضمن مجموعة من التدابير الوقائية التي اتُخذت استنادًا إلى تطورات الأوضاع في المنطقة"، مؤكدة استمرار المراقبة والتقييم بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين.

وشددت على أن "أمن وسلامة جميع الأفراد على أراضي الدولة تمثل أولوية قصوى، ولن تتردد الدولة في اتخاذ ما يلزم من تدابير احترازية".

قاعدة "العديد" شبه خالية قبل الضربة

فيما كشفت صور أقمار صناعية وتقارير إعلامية أن القاعدة الجوية كانت شبه خالية من الطائرات قبل الهجوم، إذ أظهرت الصور، خلال الفترة بين 5 و19 يونيو 2025، تناقصًا ملحوظًا في عدد الطائرات من نحو 40 طائرة إلى ثلاث فقط، من بينها طائرات نقل واستطلاع.

كما جرى تحريك أصول عسكرية، مثل الطائرات والسفن، إلى مواقع يُعتقد أنها أكثر أمانًا، بينما أظهرت تتبعات الطيران مغادرة 27 طائرة للتزود بالوقود من الولايات المتحدة باتجاه أوروبا خلال الفترة من 15 إلى 18 يونيو، ما يرجح وجود خطط لإعادة التموضع لتنفيذ عمليات أوسع في مناطق أبعد.

search