الأهلي والمحلة.. صدام يتجدد على أرض "زعيم الفلاحين" بعد 992 يوما

يحل فريق النادي الأهلي ضيفًا ثقيلًا على نظيره غزل المحلة، في السادسة مساء اليوم الإثنين، ضمن منافسات الجولة الرابعة من بطولة الدوري المصري الممتاز لموسم 2025-2026.

وتقام المواجهة على ملعب “زعيم الفلاحين”، الذي سيستعيد أجواءه التاريخية بمباراة لطالما عُرفت بالندية والإثارة، خاصة أنها تأتي بعد فترة غياب طويلة للأهلي عن زيارة المحلة.

غياب طويل وعودة منتظرة

آخر مواجهة جمعت الفريقين على ملعب غزل المحلة تعود إلى ديسمبر 2022، أي منذ 992 يومًا، حينها انتهت المباراة بفوز الأهلي بهدف نظيف.

الموسم الماضي لم يلتقِ الفريقان في المحلة بعد أن استضافت القاهرة اللقاء الوحيد بينهما في الدور الأول، وهو ما جعل عودة المارد الأحمر إلى ملعب الغزل حدثًا خاصًا هذا الموسم.

الأهلي يحتفي بتاريخ المحلة

وبمناسبة هذه العودة التاريخية، أطلق النادي الأهلي، أمس، فيديو تقديميًا خاصًا بالمباراة حمل عنوان: “الكرة هتفضل لعبة.. لكن المحبة بين الجماهير هي اللي هتفضل”.

الفيديو تطرق إلى تاريخ مدينة المحلة العريقة، وحياة أهلها البسيطة، وعلاقة الاحترام المتبادل بين جماهير الفريقين على مر السنين، بجانب شعبية الأهلي الجارفة داخل المدينة.

المبادرة لاقت تفاعلًا كبيرًا من مشجعي الأهلي والمحلة على السواء، حيث حملت رسالة قوية بأن المنافسة تبقى في الملعب، بينما المحبة تجمع الجماهير خارج الخطوط.

أرقام المواجهات الأخيرة

على مدار آخر 15 عامًا، شكّل غزل المحلة منافسًا عنيدًا أمام الأهلي كلما تقابلا خارج القاهرة، ففي آخر 10 مباريات جمعتهما، تمكن الأهلي من تحقيق الفوز في 5 لقاءات جاءت نتائجها على النحو التالي:
    •    موسم 2022-2023: (2-0)
    •    موسم 2021-2022: (3-2)
    •    موسم 2012-2013: (1-0)
    •    موسم 2011-2012: (2-0)
    •    موسم 2007-2008: (1-0)

لكن المحلة أيضًا كان له كلمته، بعدما نجح في تحقيق انتصارين على ملعبه أمام الأهلي، أبرزها فوزه (1-0) في موسم 2020-2021، والانتصار (2-0) في موسم 2009-2010.

كما انتهت 3 مباريات بالتعادل، بينها مواجهة مثيرة في موسم 2013-2014، عندما خطف محمود تريزيجيه هدف التعادل في اللحظات الأخيرة.

صراع الحاضر

الأهلي يدخل المباراة وفي رصيده 4 نقاط بعد خوض جولتين فقط، حيث غاب عن الجولة الثالثة بسبب الراحة السلبية. ويسعى الفريق بقيادة الإسباني خوسيه ريبيرو إلى مواصلة الانتصارات وتثبيت أقدامه مبكرًا في صراع القمة.

في المقابل، لا يزال غزل المحلة يبحث عن فوزه الأول هذا الموسم، بعدما تعادل في جميع مبارياته الثلاث الماضية، جامعًا 3 نقاط فقط.

جذور تاريخية لموقعة خاصة

مواجهة الأهلي وغزل المحلة ليست مجرد مباراة دوري عادية، بل تحمل تاريخًا طويلًا من الإثارة والندية. ففي سبعينيات القرن الماضي، تمكن المحلة من حصد لقب الدوري موسم 1972-1973، ليصبح الفريق الوحيد من خارج القاهرة الذي يظفر بالبطولة، وهو إنجاز رسّخ مكانة “زعيم الفلاحين” كمنافس حقيقي للقطبين.

وخلال الثمانينات والتسعينات، كثيرًا ما كانت رحلات الأهلي إلى المحلة تشهد مواجهات لا تُنسى، حيث ارتبط الملعب بذكريات خاصة للجماهير، سواء بالانتصارات الصعبة أو حتى المفاجآت الكبيرة التي صنعها أصحاب الأرض.

مواجهة لا تعرف الحسابات

اليوم، وبعد مرور أكثر من 9 عقود على تأسيس غزل المحلة، تظل مبارياته أمام الأهلي حدثًا جماهيريًا له خصوصية، يجمع بين التاريخ والحاضر.

الجماهير تنتظر مواجهة جديدة من العيار الثقيل، يتطلع فيها الأهلي لمواصلة بدايته الجيدة هذا الموسم، بينما يحاول المحلة استعادة روح الماضي وفرض كلمته أمام بطل أفريقيا.