الإثنين، 22 سبتمبر 2025

07:12 م

مصر تلتقط "طفلي رشيد" من بين براثن العدوان.. رحلة نزوح إلى الحياة

على الرغم من آلاف المقاطع التي توثق لحظيًا رحلات نزوح أهل قطاع غزة إجباريًا بسبب تصعيد العمليات الإسرائيلية، فإن مقطع واحد لصغيري طريق رشيد، استطاع أن يثير حالة واسعة من الحزن والتعاطف عبر العالم كله، حتى أنه تمت ترجمته إلى أكثر من لغة، معتبرين إياه أيقونة تمثل الاحتلال الظالم على غزة.

نزوح طفلي رشيد

البداية التي وثقتها عدسات الكاميرات، كانت لحظة نزوح الصغير جدوع الفلسطيني وهو يحمل شقيقه على أكتافه، من شمال غزة لجنوب القطاع، وراء أمه باكيًا، لعدم قدرته على حمل شقيقه بسبب مشقة الطريق، في صورة أبرزت حجم التشريد والقصف والجوع.

طفل فلسطيني يحمل آخاه 

الصغير جدوع أيقونة

الثوان المعدودة وثقها الصحفي الفلسطيني أحمد يونس، كانت على جسر وادي غزة في شارع رشيد الساحلي، وأصبح الصغير جدوع، رمزًا للطفولة التي تُنتهك أمام وحشية الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.

وأخذ الكثير يبحث عن طفلي رشيد، ويناشدون الجهات المعنية بالعثور عليهما على وجه السرعة، راغبين في تقديم الإغاثة والمساعدات العاجلة للأسرة كاملة، واستمر الأمر لأيام دون إجابة حتى نجحت اللجنة المصرية في تحقيق حلم ملايين شاهدوا مشهد الصغير جدوع وشقيقه.

إنقاذ اللجنة المصرية لطفلي رشيد 

اللجنة المصرية لإغاثة القطاع

بادرت اللجنة المصرية المعنية بدعم الأشقاء في قطاع غزة، بالتدخل العاجل لرعاية طفلي رشيد، وتوفير كل سبل الدعم له ولأسرته، في صورة تبرز تلبية النداء السريع سندًا للإنسانية.

وتوجهت اللجنة المصرية مباشرة إلى مكان طفلي رشيد، وتم استقبالهما داخل خيمة اللجنة المصرية، وتقديم المساعدات الإنسانية لهما بعد رحلة نزوح قاسية.

إنقاذ اللجنة المصرية لطفلي رشيد 

وراسلت “تليجراف مصر”، اللجنة المصرية لإغاثة القطاع عبر صفحتها على فيسبوك، التي وجهت من جهتها الشكر للدولة المصرية والرئيس السيسي.

وقال مسؤول الصفحة: "إحنا بنفذ توجيهات الدولة.. الشكر كذلك للجنود المجهولة التي تعمل في غزة، لتقديم المساعدات بكل حرفية".

الأم على قيد الحياة

أما عن والدة الطفلين، فكانت مفاجأة للجميع أنها لا تزال على قيد الحياة، حيث انتشر حينها أن صراخ الصغير جدوع "ياماه" جاء بعد وفاتها ودفنها إثر القصف الإسرائيلي، إلا أنه تبين أنها كانت تسير أمامه وكان ينادي عليها صارخًا بسبب عدم قدرته على حمل آخاه.

والدة طفلي رشيد

وقالت والدة الطفلين: "شكرًا لسيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي على اهتمامه بأولادي.. وطلبنا إننا نكون بأمان تحت رعاية اللجنة المصرية.. الله يخلف عليه".

رحلة النزوح

وبدأت الأم تروي خلال لقائها مع “القاهرة الإخبارية”، تفاصيل رحلتها المؤلمة خلال النزوح، موضحة أنها كانت تبحث عن أولادها، لتجد الابن الأكبر حامل أخاه ويحاول أن يسير به على طريق الجنوب بين النازحين.

وتابعت الأم: "ضل ماشي وحامي أخزه رغم القصف والبكاء وغياب أمه وأبوه لحد ما وصل"، مشيرة إلى أن ما فعله هو دليل على شجاعة الصغار الغزيين وصبرهم على ما يواجهنه.

search