الإثنين، 27 أكتوبر 2025

11:43 م

يوم حزين.. ويوم سعيد

لقد ترك الناس واقعة قتل بشعة لأم وثلاثة أطفال، وأمسكوا بأقوال المتهم في جريمة فيصل بشأن ارتباطه بشكل غير شرعي بالأم، وإقامتها لديه هي وأطفالها! 

حالة من الجدل، وإصرار على تبرئة ساحة الأم، فذويها ذكروا أنها كانت منتقبة، وتصلي الجمعة في المسجد، وأولادها من حفظة القرآن!

وكأنها لو لم تكن بهذا القدر من التدين، يحق لهذا المجرم أو غيره قتلها هي وأطفالها بدم بارد، ما هذا الانفصام الذي يسيطر علينا!!

اللعنة عليه سواء كان صادقاً، أو كاذباً، لقد أزهق أربعة أرواح بدم بارد، مخلفاً ندوباً نفسية لدينا جميعاً، فما ذنب الأطفال الذين عانوا في حياتهم ومماتهم!!

أدرك جيداً أن أقوال هذا المجرم لا تبدو منطقية، وليس من حق أحد كائناً من كان الخوض في عرض سيدة فارقت الحياة، لكن ليست هذه المشكلة، فهي تتواجد الآن حيث لا يمكن لأحد الحكم على أخلاقها أو سلوكياتها، فبالله عليكم كفانا نفاقاً وتزيداً ليس في محله، ودعوا القضاء يتعامل مع جريمة قتل جماعية بشعة يستحق مرتكبها الإعدام في ميدان عام!

محمد سلام

لقد فرحنا جميعاً بظهور الفنان محمد سلام في احتفالية وطن السلام التي شهدها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونال النجم الجميل حفاوة مستحقة من المتواجدين، لكن لا أخفيكم قولاً هناك غصة في حلقي بسبب ما تعرض له على مدار عامين؟!

ويظل السؤال الذي يلح على ذهني، ما سر التجاهل الذي تعرض له سلام طيلة الفترة الماضية، رغم أن مشكلته الأساسية كانت مع طرف خارجي؟!

وأعتقد أن الوقت قد حان للحفاظ على أصولنا ورموزنا في مختلف المجالات والانحياز إليهم ضد أي شخص أو جهة، فليس من المنطقي أن يختفي الرجل كلياً من الشاشة، ويتجاهله المنتجون، رغم قيمته الفنية الكبيرة.

على أي حال مرحباً بعودة سلام، ابن مصر الجميل الذي اتخذ موقفاً إنسانياً شجاعاً، وسبح ضد تيار التجاهل والإنكار لما كان يحدث في غزة، وهو وإن كان دفع الثمن من رزقه وعمله، إلا أنه احتل مكانة رائعة في قلوبنا.

المتحف الكبير

مصر مقبلة على حدث استثنائي بكل المقاييس وهو افتتاح المتحف الكبير، ولا شك إنه إنجاز يحسب للقيادة في الدولة، لأن جانباً مهماً من ثروتنا الحقيقية يتمثل فيما خلفه لنا أجدادنا من آثار فريدة لا يوجد مثلها في العالم.

وهذه الحضارة العظيمة تستحق واجهة لائقة، ومن ثم فإن المتحف مشروع رائع، خصوصاً في ظل تطوير المنطقة المحيطة به، ومحيط الأهرامات الشامخة.

فكرة إنشاء المتحف الكبير بدأت في تسعينيات القرن الماضي، لكن التنفيذ تأخر كثيراً، وتزامن ذلك مع إهمال واضح ومستمر لكنوز مصر الأثرية سواء بإيداعها في مخازن غير مؤهلة أو آمنة فظلت عرضة للتلف والسرقة، إلى أن أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسي العمل في المشروع عام 2014، ووصلنا إلى تحقيق الإنجاز العظيم بعد 11 عاماً.

المتحف تحفة معمارية حقيقية تليق بمكانة مصر وعظمة حضارتها، لذا يستحق أن يكون افتتاحه أسطورياً بحضور قادة وزعماء العالم، وأثق أننا سوف نشهد يوماً رائعاً، وتنظيماً استثنائياً لا يقل بهاءً عن موكب المومياوات.

search