الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025

07:02 م

غزل ما قبل التاريخ، قصص حب المصريين القدماء قبلة العشاق في الفالنتين

تمثال رعب حتب ونفرت

تمثال رعب حتب ونفرت

بمناسبة عيد الحب المصري الذي يوافق اليوم الرابع من نوفمبر الجاري، وبالتزامن مع أجواء افتتاح المتحف المصري الكبير، تعود إلى الواجهة تساؤلات حول مكانة الحب لدى المصري القديم. 

وجاء في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، إعادة تداول عبارة غزلية منسوبة للملك رمسيس الثاني في حق زوجته الملكة نفرتاري “هي التي من أجلها تشرق الشمس”، مما يظهر اهتمام المصري القديم بقصص العشق والحب، وأن الحضارة المصرية لم تقتصر على الحروب وتشييد المعابد فحسب، بل احتفت أيضًا بالحب كقيمة إنسانية عميقة.

رمسيس الثاني ونفرتاري

يقول خبير الآثار، الدكتور عبدالرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، إن معبدي أبو سمبل خلدا أعظم قصص الحب التي جمعت بين الملك رمسيس الثاني وزوجته نفرتاري التي حملت ألقابا عديدة من بينها؛ جميلة الجميلات، والمحبوبة التي لا مثيل لها، والنجمة التي تظهر عند مطلع عام جديد.

رمسيس الثاني وزوجته

وتعبيرًا عن حبه لـ نفرتاري، بنى رمسيس الثاني، معبد أبو سمبل الصغير بجوار معبده، وأعد من أجلها واحدة من أروع مقابر بوادي الملكات، التي صورت داخلها وهي ترتدي ثياب الكتان الناعم، وتزدان بالحلي الملكية النفيسة.

عشق أمنحتب الثالث لزوجته تي

ومن بين قصص الحب الشهيرة، يضيف ريحان، قصة حب الملك أمنحتب الثالث والملكة تيي، وهي القصة التي تحدت العادات والتقاليد، حيث كانت تي امرأة عادية خارج الدماء الملكية وكان لا يجوز للملك الزواج منها، لكنه غير القوانين المقدسة والعادات الملكية للزواج منها.

أمنحتب الثالث وزوجته تي

قصص حب من عامة الشعب

ويشير ريحان، إلى أن المصريين القدماء لم يكتفوا بتسجيل قصص حب الملوك بل تطرقوا إليها في الحياة العادية وسجلوها عبر النقوش واللوحات وكذلك الأشعار والأساطير، والرسومات التي تظهر فيها الزوجة وهي تلف ذراعها حول عنق زوجها أو تضع يدها على إحدى كتفيه أو تتشابك أيديهما معًا رمزًا للحب الجارف أو تقف أمامه لتقدم له الزهور أو تقف جانبه وتسند عليه ذراعها كناية عن معاونتها له في كل الأمور.

قصة القزم قنب وزوجته

ومن أبرز أمثلة قصص الحب في مصر القديمة، قصة حب القزم قنب وزوجته من الأسرة الخامسة، والتي يُعرض تمثالها في المتحف المصري، إذ تجلس زوجته بجواره وتحتضنه بحنان، بينما يقف الأبناء أسفل منه في مشهد يجسد الروابط الأسرية في مصر القديمة.

قنب وزوجته

ويختتم ريحان حديثه، بالإشارة إلى أسمى صور الوفاء والحب في مصر القديمة بأسطورة إيزيس وأوزوريس، حيث جمعت أوزوريس أشلاء زوجها لتعيده إلى الحياة مرة أخرى، بعد أن أغلق عليه أخيه ست، التابوت وألقاه في النيل، وقد جسدت هذه الملحمة بصريًا في افتتاح المتحف المصري الكبير، لتذكّر برمزية الحب وقدرته على الانتصار على الشر.

ويرى ريحان، أن استدعاء هذه القصص في لحظة افتتاح المتحف المصري الكبير يُعدّ إحياءً لفكرة السلام والحياة والحب.

اقرأ أيضًا:

متى يكون الفلانتين؟، أجمل رسائل عيد الحب

حب إيه؟ حين يحتفل المجتمع بما لا يعرفه

search