الأحد، 15 يونيو 2025

02:09 ص

ليلة هجوم إسرائيل على إيران.. ماذا حدث فجرا وما موقف طهران؟

الضربة الإسرائيلية على إيران

الضربة الإسرائيلية على إيران

روان عبدالباقي

A .A

أثار الهجوم الإسرائيلي العنيف على مواقع في إيران، في ساعات مبكرة من صباح اليوم الجمعة، الذعر بمنطقة الشرق الأوسط والعالم، في حين توعدت القوات المسلحة الإيرانية إسرائيل بـ"ردّ قوي".

الضربة الإسرائيلية على إيران

دوت انفجارات ضخمة بعد استهداف إسرائيل منشآت عسكرية ونووية في العاصمة طهران ومدن أخرى مثل أصفهان وكرمنشاه وأراك، وهي مناطق معروفة بضمها لمجمعات صناعية وعسكرية استراتيجية.

وأعلنت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، سقوط عدد من المباني وتدمير مجمع سكني يضم قادة عسكريين كبار في تطور خطير وغير مسبوق، ناهيك عن مصرع كبار قادتها العسكريين والعلماء النوويين، من بينهم قائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي، والعالم النووي البارز فريدون عباسي، ونائب رئيس الأركان العامة الجنرال غلام علي رشيد.

إسرائيل بررت الهجوم بأنه "وقائي"، وجاء ردًا على ما وصفته بـ"العدوان المستمر" من قبل النظام الإيراني، مشيرة إلى أن العملية تُمثل "المرحلة الأولى" من سلسلة هجمات قادمة تستهدف البرنامج النووي الإيراني والقدرات الصاروخية بعيدة المدى، بحسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر عسكرية.

إيران تتوعد إسرائيل

الضربة كشفت ضعف الدفاعات الجوية الإيرانية، حيث تمكنت الطائرات والصواريخ الإسرائيلية من تدمير أهداف عميقة داخل الأراضي الإيرانية دون رصد فعال، ما يطرح تساؤلات استراتيجية داخل إيران حول جدوى الاستثمارات العسكرية الهائلة خلال السنوات الماضية.

ردّ إيران كان حاسمًا، حيث توعّد المرشد الأعلى، علي خامنئي، إسرائيل بعقاب "قاسٍ"، واعتبر أن الولايات المتحدة شريكة في "العدوان" حتى لو لم تشارك ميدانيًا.

ورغم أن إيران لم ترد عسكريًا، إلا أن المراقبين يتوقعون تصعيدًا تدريجيًا يشمل هجمات عبر وكلاء إيران في المنطقة، بدءًا من الميليشيات في العراق وسوريا، وصولًا إلى حزب الله في لبنان.

وبالنسبة لموقف الولايات المتحدة، فقد نفت أي علم مسبق تفصيلي بالعملية، لكن وزير الخارجية، ماركو روبيو، أشار إلى أن إسرائيل "أبلغت واشنطن بأنها تتحرك دفاعيًا"، موضحًا أن أي استهداف للقوات أو المصالح الأمريكية سيُقابل برد حاسم.

خطة مسبقة للولايات المتحدة

وقبل الضربة الإسرائيلية على إيران، سحبت الولايات المتحدة دبلوماسيها من العراق، وسمحت بمغادرة طوعية لعائلات العسكريين الأمريكيين في قواعد متعددة في المنطقة، في خطوة تشير إلى الاستعداد لاحتمالات اندلاع مواجهة إقليمية شاملة.

وأربكت الضربة الإسرائيلية مفاوضات سرية، كانت تُجرى بوساطة عمانية، بين مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني، في محاولة لإعادة إحياء مفاوضات الاتفاق النووي.

ارتفاع أسعار النفط والذهب

وارتفعت أسعار النفط العالمية، بنسبة 8% بعد الضربة، إذ تخشى الأسواق من أن تقدم إيران على الرد عبر مضيق هرمز، الذي يمر منه أكثر من 20% من صادرات النفط العالمية.

كما ارتفع سعر الذهب عالميًا، لتربح أوقية العقود الفورية حوالي 33 دولارًا لتسجل مستوى 3419 دولارًا، بزيادة بنسبة 1.60%، بينما صعدت العقود الآجلة بنسبة 1.34% ما يعادل 45.60 دولارًا لتسجل الأوقية 3448 دولارًا.

غضب في الشارع الإيراني

وأظهرت فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي، غضب الشارع الإيراني بسبب الانفجارات التي ضربت منشآت حيوية في طهران وأصفهان، حيث بدأت بعض الأصوات المعارضة داخل إيران تتهم النظام بالتقصير الأمني والاستخباراتي، وتدعو إلى مساءلة المسؤولين عن هذا الانكشاف العسكري غير المسبوق.

التحليلات الأمنية الأمريكية تشير إلى أن إسرائيل فضّلت الضربة المباغتة بدلًا من الانتظار، بعد أن اكتشفت معلومات مؤكدة بنقل إيران لأجهزة طرد مركزي متطورة إلى مواقع تحت الأرض يصعب استهدافها مستقبلًا. هذا التقدير شجّع القرار السياسي الإسرائيلي رغم ضغوط ترامب لتأجيل العملية.

في الداخل الأمريكي، أشعلت الضربة نقاشًا حادًا في الكونجرس بين الجمهوريين الذين رحّبوا بالعملية باعتبارها خطوة حاسمة ضد "محور الشر"، والديمقراطيين الذين عبّروا عن مخاوفهم من التصعيد وانهيار المسار الدبلوماسي. وقد يستخدم كلا الطرفين هذه التطورات في الصراع الانتخابي المقبل.

اجتماع عاجل لمجلس الأمن

الأمم المتحدة دعت إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن لمناقشة تداعيات الضربة، وسط عجز دولي عن فرض آليات تهدئة فعلية، ما يجعل المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من التصعيد العسكري والدبلوماسي، في ظل غياب وساطة دولية ذات ثقل قادر على احتواء الانفجار المحتمل.

الموقف المصري من الضربة

وعلى الجانب المصري، أكد رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، متابعة الموقف أولًا بأول، مشيرًا إلى أنه تم التنسيق بين محافظ البنك المركزى، حسن عبدالله، ووزير المالية، أحمد كجوك، لزيادة المخزون الاستراتيجي من السلع المختلفة.

وأكد رئيس الوزراء، في بيان، أنه سيتم عقد اجتماع مع وزيري الكهرباء والبترول، لاستعراض سيناريوهات تداعيات الأحداث العسكرية بالمنطقة.

search