الإثنين، 28 يوليو 2025

03:52 م

إسرائيل تحاول توسيع نفوذها الإقليمي.. ماذا نعرف عن ممر داوود؟

ممر داود

ممر داود

إياد الشناوي

A .A

يعد مشروع “ممر داود” واحداً من أخطر المخططات التي تسعى إسرائيل لتنفيذها، وهي خطة جيوستراتيجية تهدف إلى إنشاء ممر بري يمتد من شمال إسرائيل، مرورًا بجنوب سوريا، وصولًا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال شرق العراق.

تعتبر هذه العملية جزء من محاولة إسرائيلية لتوسيع نفوذها الإقليمي من خلال التعاون مع الأقليات غير العربية، بما في ذلك الأكراد والدروز، بحسب صحيفة معاريف الإسرائيلية. 


ماذا يعني تسمية "ممر داوود"؟


ويعتبر الممر طريقا بريا استراتيجيا يبدأ من مرتفعات الجولان، ويمر عبر محافظات درعا والسويداء والتنف، حيث توجد إحدى القواعد الأمريكية الرئيسية في سوريا، ويمتد شرقًا إلى معبر البوكمال ونقطة التقاء نهر الفرات على الحدود العراقية.

وأشار موقع "بحدري هحريديم" الإسرائيلي إلى أن اسم "ممر داود" لم يتم اختياره صدفة حيث يتوافق مع الرواية التوراتية وسعي إسرائيل إلى ضم مرتفعات الجولان ومنطقة شرق الأردن إليها لكونها، وفق ما يزعمون، جزءًا من "الأرض الموعودة" بحسب الرواية التوراتية.

تعدّ هذه العملية واسعة النطاق قائمة على نهج تاريخي لبناء تحالفات هامشية حيث أكد الصحفي اللبناني علي مراد أن الجيش الإسرائيلي ينشط في جنوب سوريا بشكل غير مسبوق منذ عام 1973. 

كما أشار إلى وجود دعم غربي خفي لهذه الخطوة، بالتنسيق مع جماعات محلية في سوريا و العراق. 

ونُشرت مقاطع فيديو على شبكات عراقية تُظهر وجود معدات إسرائيلية على الحدود السورية، بالإضافة إلى وجود أمريكي يدعم عناصر محلية "لصالح إسرائيل".

السر في سوريا

ولفتت صحيفة معاريف إلى أن  التطورات الحالية في الساحة السورية فتحت الباب أمام العمل على هذا  المشروع. 

كما كشفت عن تلك التطورات وهي إمكانية تغيير النظام الحاكم لسوريا، وتعزيز النفوذ الكردي في شمال شرق البلاد بدعم من الولايات المتحدة، والاتفاقات الهادئة مع القيادة الدرزية في جنوب سوريا.

أهداف تنفيذ"ممر داوود"

وأوضحت الصحيفة أن أحد أهداف تلك العملية التدريجية تفكيك الدولة السورية إلى وحدات مستقلة بحكم الأمر الواقع، وهو سيناريو  يخدم المصالح الجيوسياسية لإسرائيل.

ولفتت الصحيفة إلى أن الاستقرار النسبي بين القوى المحلية في سوريا، والحدود آمنة بين جنوب سوريا وإسرائيل، والطريق بري إلى العراق، يعد توجهًا استراتيجيًا مرغوبًا فيه لإسرائيل في السنوات القادمة.

وتسعى إسرائيل لقيام الممر ليخدم مصالح أمنية واقتصادية ودبلوماسية لإسرائيل - بدءًا من إضعاف نفوذ إيران في سوريا، مرورًا بقطع محور طهران-دمشق-بيروت، وصولًا إلى ربط مباشر بمصادر الطاقة والموارد في شرق سوريا.

ونقلت الصحيفة عن الدكتورة ليلى نقولا ، المحاضرة في العلاقات الدولية بالجامعة اللبنانية، أن العملية تعبير عن تطلع إسرائيل إلى إقامة نظام إقليمي جديد، قائم على التقسيم العرقي للدول العربية والتعاون مع الأقليات. 

كما تُهيئ التطورات المختلفة في الساحة السورية بيئةً مواتيةً لتعزيز هذا النوع من المبادرات، بما في ذلك تغيير النظام في سوريا، وتعزيز النفوذ الكردي بدعم أمريكي في شمال شرق البلاد، وعقد اتفاقيات مع القيادة الدرزية في الجنوب. 

ووفقًا لهذه التطورات، فإن هذه عمليةٌ ستؤدي إلى تفكك الدولة السورية تدريجيًا إلى وحداتٍ مستقلة بحكم الأمر الواقع، وهو سيناريو قد يخدم المصالح الجيوسياسية لإسرائيل.

search